القبح والجمال
من قصص الجامعة التى لا أنساها ذلك اليوم الذى وقف فيه الأب فيليب غبوش خطيبا في الجامعة فتحدث ببساطته تلك منافحا عن قومه ومتحدثا عن التهميش الذى تعرضوا له والأعمال التى لاتليق بكرامة الانسان التى أجبروا على ادائها حين قدموا من الريف الى المدينة، تذكرت عندها أولئك الذين احتلوا قسما كبيرا من المشهد في طفولتى، أولئك الراقصون عصرا في قلب المدينة الظالمة التى اجبرتهم على حمل قاذوراتها فوق رؤوسهم نهارا، أولئك الذين كنا نطاردهم ونحن صغار بكلمات بغيضة فيها عنصرية بغيضة لم تكن سنوات عمرنا وقتها تسمح لنا بفهمها مثل عبارة( سيد العفونة ..شطة بي ليمونة) كنا نصيح بتلك الجملة التى تفجر الغضب ونركض بعيدا كنوع من الشقاوة التى تميز الطفولة، أتذكر مهرجانهم الفريد عصرا كل يوم في (الدرادر) وهو اسم تلك البيوت الصغيرة المكونة من غرف صغيرة بلا أسوار وهى خليط من الطوب الأخضر وعشش الصفيح حيث كانوا يقيمون في المسافة الواقعة بين حى 114 والمزاد في مدنى، الدرادر كان اسما له معنى فهو يختصر قصة معاناة سكانه في مدينة لم تقدم لهم سوى المتاعب التى ابلغ حد الدردرة أى الشقاء الدائم ، لكنهم كانوا قادرين مع ذلك على الفرح وصناعته وتوزيعه لكل المدينة من تلك البقعة التى أريد لها صناعة البؤس فصنعت سعادة من حولها،تنطلق أصوات الصفافير ويخرجون لامعى الأجساد الأبنوسية وهم شبه عراة يسترون فقط مكان العورة بحزام ملون من الريش والسكسك والخرز الملون ومثله يكون هناك تاج ملون فوق الرؤوس التى يربط بعضهم فوقها قرون البقر، يرقصون الكمبلا بلا توقف ويرقصون رقصات أخرى لانعرفها وتنطلق مباريات المصارعة المسماة صراع النوبة ، جميلة ومشوقة وفاتنة والدائرة حول المتصارعين والراقصين تضيق وتتسع حتى مغيب الشمس حيث تغيب شمس ذلك المهرجان. عندما أذكر ذلك المهرجان أدرك انه كان في حقيقته صرخة احتجاج كبيرة على ظلم ذوى القربى لأهله، صرخة احتجاج استخدموا فيها موروثاتهم وهويتهم الثقافية ليقولوا لا كبيرة لتعامل المدينة وأهل الثقافة السائدة فيها معهم، كانت صرخة احتجاج مبكرة أعلى صوتا من كلمات الأب فيليب وبقية الخطباء، لكننى احتجت مرور كل تلك السنوات بين مشاهدتى لتلك الصرخة في وادى الانسانية وبين اللحظة التى سمعت فيها صرخة الأب فيليب لأعود بالذاكرة الى الوراء وأفهم حقيقة ماجرى وأدرك جوهر الأشياء، يومها بكيت سرا، وبحثت عن طريقة أقدم بها اعتذارا عن شقاوة الطفولة وعن مشاركتى في مهرجان القبح ضد نهر الجمال ، فلم أجد. كثيرة هى الصور المماثلة في حياتنا التى تحتاج الى اعادة النظر فيها والتعرف على حقيقتها وجوهرها من جديد بوعى جديد يتجاوز القبول بما هو كائن الى رحاب مايجب أن يكون.
من قصص الجامعة التى لا أنساها ذلك اليوم الذى وقف فيه الأب فيليب غبوش خطيبا في الجامعة فتحدث ببساطته تلك منافحا عن قومه ومتحدثا عن التهميش الذى تعرضوا له والأعمال التى لاتليق بكرامة الانسان التى أجبروا على ادائها حين قدموا من الريف الى المدينة، تذكرت عندها أولئك الذين احتلوا قسما كبيرا من المشهد في طفولتى، أولئك الراقصون عصرا في قلب المدينة الظالمة التى اجبرتهم على حمل قاذوراتها فوق رؤوسهم نهارا، أولئك الذين كنا نطاردهم ونحن صغار بكلمات بغيضة فيها عنصرية بغيضة لم تكن سنوات عمرنا وقتها تسمح لنا بفهمها مثل عبارة( سيد العفونة ..شطة بي ليمونة) كنا نصيح بتلك الجملة التى تفجر الغضب ونركض بعيدا كنوع من الشقاوة التى تميز الطفولة، أتذكر مهرجانهم الفريد عصرا كل يوم في (الدرادر) وهو اسم تلك البيوت الصغيرة المكونة من غرف صغيرة بلا أسوار وهى خليط من الطوب الأخضر وعشش الصفيح حيث كانوا يقيمون في المسافة الواقعة بين حى 114 والمزاد في مدنى، الدرادر كان اسما له معنى فهو يختصر قصة معاناة سكانه في مدينة لم تقدم لهم سوى المتاعب التى ابلغ حد الدردرة أى الشقاء الدائم ، لكنهم كانوا قادرين مع ذلك على الفرح وصناعته وتوزيعه لكل المدينة من تلك البقعة التى أريد لها صناعة البؤس فصنعت سعادة من حولها،تنطلق أصوات الصفافير ويخرجون لامعى الأجساد الأبنوسية وهم شبه عراة يسترون فقط مكان العورة بحزام ملون من الريش والسكسك والخرز الملون ومثله يكون هناك تاج ملون فوق الرؤوس التى يربط بعضهم فوقها قرون البقر، يرقصون الكمبلا بلا توقف ويرقصون رقصات أخرى لانعرفها وتنطلق مباريات المصارعة المسماة صراع النوبة ، جميلة ومشوقة وفاتنة والدائرة حول المتصارعين والراقصين تضيق وتتسع حتى مغيب الشمس حيث تغيب شمس ذلك المهرجان. عندما أذكر ذلك المهرجان أدرك انه كان في حقيقته صرخة احتجاج كبيرة على ظلم ذوى القربى لأهله، صرخة احتجاج استخدموا فيها موروثاتهم وهويتهم الثقافية ليقولوا لا كبيرة لتعامل المدينة وأهل الثقافة السائدة فيها معهم، كانت صرخة احتجاج مبكرة أعلى صوتا من كلمات الأب فيليب وبقية الخطباء، لكننى احتجت مرور كل تلك السنوات بين مشاهدتى لتلك الصرخة في وادى الانسانية وبين اللحظة التى سمعت فيها صرخة الأب فيليب لأعود بالذاكرة الى الوراء وأفهم حقيقة ماجرى وأدرك جوهر الأشياء، يومها بكيت سرا، وبحثت عن طريقة أقدم بها اعتذارا عن شقاوة الطفولة وعن مشاركتى في مهرجان القبح ضد نهر الجمال ، فلم أجد. كثيرة هى الصور المماثلة في حياتنا التى تحتاج الى اعادة النظر فيها والتعرف على حقيقتها وجوهرها من جديد بوعى جديد يتجاوز القبول بما هو كائن الى رحاب مايجب أن يكون.
No comments:
Post a Comment
شكرا علي المشاركة والتواصل