Thursday, September 18, 2014

الكهوف السحرية (دروس الحياة)

في الحياة دروس مجانية كثيرة يقدمها الناس لك دون ان تنتبه في الغالب، وهناك دروس أخرى باهظة الثمن، دروس تدفع فيها من روحك ودمك وعافيتك ودموعك الكثير سرا وعلنا،فبعض الناس يعيش حياته بيسر مريب، ليس لأنه ميسور الحال، بل لأن نفسه كبيرة وصبره على المكاره يجعله يبدو في الجنة وهو في النار، لاتفارق الابتسامة شفتيه، لايتذمر ولا يشكو، ولايضيق بالناس ولا بحياته ولو كان نصيبه شوكا على طول الطريق،اتذكر شرطيا كان يعمل متحريا بشرطة محافظة المتمة غرب شندى أبان عملى هناك قاضيا مقيما وقائما باعباء النيابة العامة، كان ذلك الرجل يمثل أمامى يوميا تقريبا بحكم عمله وعملى وكلما حييته وسألته عن حاله قال وهو هاش باش كمن ملك الدنيا ومافيها( الحمد لله، والله مبسوط بسطاً يقسموا منو للجيران) وكنت أعرف أنه قد يكون لحظتها لايملك قوت يومه، لكن الرجل كان مؤمنا وشاكرا حامدا دوما، مرت سنوات عديدة ولازلت أتذكر ذلك الرجل الباسم دوما بوجهه الوضئ وهو يحمد الله في سره وجهره، وكل ماقابلت بعضا من معارفي وأصدقائي ميسورى الحال وسمعت شكواهم الدائمة وتذمرهم وهم سابحون في النعيم تذكرت( على النعمان) ذلك الجاويش النبيل الذى يقطع النهر يوميا من شندى الى المتمة وبالعكس بالبنطون وليس في حيبه شروى نقير لكن حمده وشكره لله وابتسامته تساوى ابتسامة من ملك الدنيا ومافيها،وقلت لنفسى : ترى ماذا يفعل مثل هذا الرجل لو أنه بلغ مابلغه أولئك من خير عميم وتوفيق؟!، وماذا كان أولئك فاعلون لو أنهم كتب عليهم شظف عيش مثل ذلك الذى عاشه هذا الشاكر الحامد؟!
وفي الحياة يقابلك نوع من الناس مثل العقارب لايسعدوا الاب الحاق الأذى بالاخرين، ولايتذوقون طعم الحياة الا إذا ازاحوا من طريقهم آخرون يستحقون الانحناء لهم اجلالا واحتراما،هم يخافون دوما أن يسطع نجم بجوارهم فيلقي بهم في بحر الظلمات كما يظنون، ثقتهم بنفسهم قليلة وخوفهم ممن يفوقهم مقدرة أكثر من خوفهم من الله والعياذ بالله،لذلك لايهدأ لهم بال إلا بإبعاد كل من يظنونه منافسا لهم ، وهم دوما في حالة تملق لمن يظنونهم يملكون زمام الأمر وفي حالة إذلال لمن يظنونهم دونهم منزلة،هولاء يسعون بالنميمة والوشاية والأكاذيب لتشويه صورة الآخرين، ويرتدون وجوها ليست لهم ويدعون فضائلا ليست فيهم، ويلصقون بالاخرين مذمة مزورة ومزيفة وباطلة وهم يعلمون، لكنهم على الكذب مفطورين وعلى النفاق متدربين، رقابهم محنية مذلة لمن يتوسمون فيه القوة، وانيابهم تقطر دما من دم ضحاياهم، ذممهم واسعة، السنتهم بذئية، عيونهم متلصصة،وأياديهم في جيوب وخزائن الآخرين دوما، لايشبعون، ولايندمون، ولايشعرون بعذاب الآخرين.وهم مفضوحون لكنهم آخر من يعلمون.

No comments:

Post a Comment

شكرا علي المشاركة والتواصل