Friday, September 20, 2013

هذه المرأة البستان / سيرة / صلاح الدين سر الختم على

أن تكتب عن شخص تعيش معه حياتك كلها ما كان موجودا فيه منها وما كان غائباعنه ، هذا شئ صعب، صعب جدا أن يكتب الرجل عن زوجته وأن تكتب المرأة عن زوجها، فتلك علاقة الأضل فيها ان تعاش ولاتروي وأن يسدل عليها ستار من الخصوصية يجعل الحديث عنها يبلغ درجة المحرمات أحيانا
ولكن الحياة جميلة يا أصدقائي والجمال فيها مشاع ومشاركته مع الاخرين يكون واجبا حينا
دون مقدمة طويلة اكتب عنها
في الجامعة التقينا
وفي الجامعة هفا قلبي
وهاتف قلبها
وبقيت الخطوط مشتعلة  عمرا
كانت زمالة
أرتقت الي صداقة
فعلاقة
ثم خطوبة
ثم زواج
ثم حياة حلوة
أسأل الله ان تمتد
والا تشوبها شائبة،
محطات كثيرة مشيناها
ومشاوير جميلة
وحوارات طويلة
وخبرات كثيرة في الحياة
قاتلنا سويا
وفرحنا سويا وبكينا سويا
وضحكنا سويا
وعرينا خبايا الف فكرة
عرفنا ذات الاصدقاء تقريبا
وكرهنا ذات الاشياء غالبا
واختلفنا في النفور من بعض الاشياء
وفي الانبهار ببعض الاشياء والناس
كنت دوما العاطفي المنفعل والمتحمس
وكانت دوما العقل الذي يخفي تحت هدوئه اكثر القلوب قدرة علي المحبة وقدرة علي الغفران
وبصيرة ثاقبة تستطيع رؤية ما تحت الاقنعة برادار خاص لايخطئ الا نادرا
عرفتها دوما منصفة في حكمها علي الناس وما سمعتها 
تتحدث عن سلبيات شخص الا وأردفتها بحديث عن محاسنه التي تعرف
وكم تراجعت عن حكمها علي شخص حين لامست جوهره عن قرب
بالرغم من الانطباع الأول السلبي
فالانطباع لايؤثر علي حكمها العادل بحق الاخرين
فهي دوما متسامحة ودوما قادرة علي التراجع عن أي موقف يتبين لها أنه خاطئ
وهي دوما تنظر للناس من جانبهم المضئ ولاتعمي عن سلبياتهم لكنها تشجع فيهم الجانب الايجابي وتتغاضي عمدا عن السلبي
ولاتحب الاراء المثبطة للهمم ولاتحب النماذج السلبية من البشر
اولئك الساخطون دوما
بل تبحث دوما عن تفاؤل يسبقه ويتبعه عمل مهما كان تافها
وهي تحب قصص النجاح
ولاتفقد الأمل حتي في نجاح نبتة في الحجر
ستحمل الماء اليها كل صباح وتنتظر زهورها التي ستتفتح بلا كلل ولاملل
وهي لاتحب التباهي
ولا المتباهين
ولكنها لاتحب القانعين بالبقاء في الحفر
وتتعلم من كل شخص يصادفها في الحياة
وأتذكر جيدا كيف خبرتني بحجم المعارف التي جنتها من تلك الفتاة الدارفورية الفقيرة القوية في الفاشر التي عملت معها في المنزل
كيف كانت مبهورة بقدراتها الفريدة في صنع الحياة 
كانت تلك الفتاة تقطع حوالي ستة او عشرة كيلو يوميا مشيا علي الاقدام من والي قريتها القريبة من الفاشر يوميا
تقضي سحابة نهارها تعمل في اعمال البيت
ووجدت وقتا لتزرع في فناء البيت خضارا وبطيخا وعلمتها كيف تزرع وكيف تتابع زرعها وعلمتها فنونا في التدبير المنزلي فكانت تجعل من كل شئ شيئا له قيمة حتي فضلات الطعام كانت توظفها لتربية الدجاج ومنها تعلمت فنو ن طبخ محلي لم تكن تعرفه
كانت معجبة بجوهر تلك المرأة التي كانت تكافح وتنافح وتمارس حياتها الزوجية وأمومتها فيما تبقي من يوم الكفاح الطويل
كانت بينها وبينها صداقة ومحبة قلما توجد بين أناس تفرقهم اشياء كثيرة لكن الانساني فيها وحبها للعمل والطموح في البشر جعل تلك الفتاة الفقيرة المكافحة أرفع منزلة عندها من كثير ممن عرفت في حياتها من المثقفات الراطنات
 بلا عمل

وكان ذلك الاعجاب يعجبني
 ومنه تعلمت 
الكثير
 وهكذا هي كانت دوما قادرة علي بناء علاقة انسانية صافية ودائمة ومباشرة لازيف فيها
في كل مكان قادتنا ظروف العمل اليه
كنت أحسدها دوما علي تلك القدرة الكامنة فيها تلك القدرة علي كسب الحب والاحترام والاصدقاء من كل طبقات المجتمع
كنت أري صداقاتي القديمة يحول بيني وبينها الترحال وارأني عاجزا عن انبات اجنحة جديدة  وأراها في كل مكان زرعت شجرة صداقة ظليلة وكسبت قلوبا وأراني مشمولا بحظها من المحبة وأري خيلها تجقلب والشكر لي
سكنا في مدني سويا في اول ايام زواجنا
فبدت مدني مع اجلال غير مدني التي أعرف
كسبت معها اصدقاء جدد ودخلت معها عوالم كانت تحت مرمي بصري ولم أراها الا معها
زادت قائمة اصدقائي
وزادت قدرتي علي التواصل وري شجرة الصداقة معها
كانت أمي امام عيني طوال عمري
وبعيون اجلال رأيتها من جديد
رأيت فيها كل ما اعجب اجلال
كأنني اراها للمرة الأولي
كانت مبهورة بصدق بلباقة أمي ودبلوماسيتها التي لاتخطئها العين في التعامل مع الناس
كانت مبهورة بطموحها وحبها للسمح علي حد قولها
كم مرة قالت لي أمك مدرسة بكل فصولها واساتذتها
وكانت تتعلم منها في كل صباح ومناسبة تضمهما جديدا
طريقتها في الطبخ
ووجباتها المفضلة
وتحفظ عباراتها الملازمة لها
ومقولاتها الأثيرة
وكانت دوما مبهورة بطلاقة لسانها وذلك الكلام المسجوع الذي ترصه رصا
حتي انها بعد رحيل أمي بسنوات كانت تذكرني بوقائع وكلمات لم اكن انا نفسي اذكرها
كانت صادقة في محبتها لأمي
وبقدر محبتي لأمي احببتها وأكبرت فيها ذلك التقدير وذلك الوفاء وتلك القدرة علي الانصاف


ورافقتني ستة سنوات في دارفور الحبيبة
عشنا في مليط الصغيرة التي كانت آمنة مطمئنة
فباتت اجلال صديقة للكل
وخرجنا من مليط بعلاقات امتدت  حتي يومنا هذا في حياتنا وكان لقدرتها الكبيرة الفريدة في بناء العلاقات واحتلال القلوب اثرا كبيرا في ذلك
وفي الفاشر كان بيتنا قبلة للجميع
وكانت صديقة الجميع
نساء عاملات ونساء بيتيات
نساء جارات بسيطات
ونساء مثقفات راطنات باللغات
ونساء مقيمات بالمعسكرات
كلهن تعلقت بهن وتعلقن بها وظل الهاتف الصغير متواصلا معهن ونحن نتنقل في المدن
الخرطوم 
بورسودان القدار
كريمة 
مروي
ظلت العلاقات مستمرة والمحبة متقدة جذوتها
وفي بورسودان مدت تعريشة العنب اعناقها الخضر وتواصلت مع نساء من بورسودان ونساء من مدن السودان كلها كن زوجات في نفس بئية عمل زوجها

وزادت ارقام التلفونات والقلوب المحبة
أحببت معها من أحبت وتواصلت معهم وتواصلوا معي وبكيت معها من رحلن من صديقات أضاءن كونها وكوني في حياتهن مثل نازك
الملائكة
التي رحلت باكرا وقد زرعت الابتسامة علي كل وجه يطوف خيالها بذاكرته
كنا نتقاسم حكايات نازك الممتلئة حياة سويا كما يتقاسم الناس ضوء القمر في ليلة مظلمة
كانت نازك فصلا تتذكره اجلال دوما مبتسمة وممتلئية بالمحبة التي ربطت قلبيهما
اجلال زوجتي الغالية اشهد الكون كله انني احبك

وانني سعيد بك
وانك اجمل حدث في حياتي

اكتب هذا الحديث والبيت خاو منك اليوم
وما اصعب ذلك علي نفسي
صحيح انه غياب مؤقت حتي الثلاثاء باذن الله حيث يلتم الشمل
لكنني اردت ان يعرف الناس
كم انت عظيمة وكم احبك
وافتقدك
صلاح الدين سر الختم
مروي
20 اكتوبر 2012

No comments:

Post a Comment

شكرا علي المشاركة والتواصل