كان الرجل علما من أعلام المدينة، طبيبا ناجحا ومشهورا ينحدر من أسرة تعتبر من أعلام المدينة ورموزها وبيوتها العريقة والثرية،كان شخصية مرحة خفيفة الظل واجتماعية من الدرجة الأولى، تدرج فى سلم الوظائف الإدارية حتى بلغ قمتها، مديرا عاما للصحة فى زمن لم يعرف فيه السودان الوزارات الولائية وكان مدير الأدارة هو قمة الهرم فى الأقليم، لمع نجمه وازداد تواضعا على تواضعه وزاد ت محبة الناس له، ماطرق بابه صاحب حاجة أو رجاء وعاد خائباً،ماتنمر على أحد ولاتذمر أو شك من كثرة الأضياف فى بيته،ولاغابت ابتسامته الجميلة عن المحيا ولا غاب صاحبها عن فرح أو كره فى دروب المدينة الكثيرة، حتى أدركه معاش كان مبكرا بالنسبة للمستظلين به من الهجير، لكنه كان عاديا وطبيعيا بالنسبة اليه والى سنوات خدمته الطويلة، تقبل الأمر برحابة صدره المعهودة وانتقل من بيت حكومى كبير الى بيت صغير جميل بناه فى حى شعبى عمدا، فقد كان يحب الفقراء والبسطاء وكان يعلم بطريقة ما أنهم هم أسرته وأهله، كان بعيد النظر، فقد هجر اولاده الوطن وغابوا فى بلاد تموت من البرد حيتانها، ولم يبق معه أحد سوى طباخ عجوز ظل يتنقل معه أينما ذهب،كان بيته الصغير واسعافى الحقيقة، مبنيا بطريقة مختلفة من البيوت الأخرى، غرفه متعددة، وكان البيت مزدحما بالبرادات( الثلاجات ديب فريزر) وكانت عامرة بالخيرات، كان البيت الكبير خاويا ، الا منه هو وطباخه، لكنه كان مفتوحا دائما للضيوف من الأهل والجيران، لم يكن البيت يخلو، كانت تلك رغبة صاحب البيت، أن يكون بيته مفتوحا ومكتظا والأ يخلو عند الوجبات من ضيوف،كان مائدة مفتوحة، وضجيجا فرحا، كان يحب الكوتشينة، ويحب الأنس، فلم يخل البيت من الكوتشينة التى جمعت أهل الفريق من مختلف الأعمار، ولم تخل الدار منهم وكان صاحب الدار بشوشا فرحا بهم كطفل عثر على لعبته الأثيرة، كان مستشارا وطبيبا مجانيا للجميع ويدا تعين سرا وعلنا من يحتاج العون ومن يطرق بابه،كانت السيارة الفخمة فى الخدمة وعلى أهبة الاستعداد، وكان صاحبها صديقا للجميع، كنت أحرص على
التواصل معه دوما،صباحى يبدأ به وأنا فى طريقي للعمل تقع عينى على سيارته المرسيدس
السماوية الجميلة، وفى الأمسيات اكون ضمن كوكبة الاصدقاء معه، كان عونا وسندا لى في
بداية حياتى المهنية بشكل سيظل دوما موضع امتنانى، كان الرجل حديقة مليئة بالقناديل
والزهور
وغابت مائدة الرجل
وبقيت سيرته
تمشي فى شوارع المدينة
مبتسمة كصاحبها
بيد أنها
حزينة. فقد رحل الرجل المائدة، البشوش، الطيب، الضاحك، الكريم، الشهم، المتواضع
الدكتور فريد محمود خليفة. اللهم أرحم فريد محمود خليفة وأكرم نزله وتجاوز عن سئياته ان كان مسئيا وتقبل منه والحقه بالصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
18 ديسمبر 2013
حتى كان يوم
انطفأ فيه مصباح
وغابت مائدة الرجل
وبقيت سيرته
تمشي فى شوارع المدينة
مبتسمة كصاحبها
بيد أنها
حزينة. فقد رحل الرجل المائدة، البشوش، الطيب، الضاحك، الكريم، الشهم، المتواضع
الدكتور فريد محمود خليفة. اللهم أرحم فريد محمود خليفة وأكرم نزله وتجاوز عن سئياته ان كان مسئيا وتقبل منه والحقه بالصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
صلاح الدين سر الختم على
مروى
18 ديسمبر 2013






.jpg)