Sunday, October 20, 2013

صدمات موجعة في الحياة ( من السيرة) صلاح الدين سر الختم على

 من الاشياء القاسية في الحياة  ان تضطر اضطرارا للتخلى عن تصوراتك الجميلة الحمقاء عن الآخرين
وجه الجمال اننا كلما احببنا شخصا أو شيئا جملناه بمحبتنا حتى رفعناه الي مراتب سامية وعالية لم يبلغها هو في الحقيقة أبدا لكن محبتنا له ورغبتنا في رؤيته في أسمى وأعلى موقع هى التى تصنع ذلك
ووجه السذاجة هو اننا ندرك متأخرا جدا ان ليس كل مايلمع ذهباً
وليس كل من نحبه في مستوى ظننا فيه بالضرورة
لكننا للأسف ندرك ذلك دائما متأخرا جدا ، بعد ان نكون قد مشينا بقلبنا فوق الشوك والجمر  وأدميناه وأوجعناه
حدث ذلك معى كثيرا جدا
لا أدعى اننى ملاك صغير أو اننى بلا عيوب ولكن أستطيع القول بلا تردد انه ليس من عيوبى أو محاسنى سوء الظن بالاخرين
واستطيع القول أننى اندفع بكل مشاعرى تجاه من احببت وصادقت ومن حسبته ذهبا
لكن أقسي تجاربى هذه كانت انقلابا كاملا في حياتى
فقد أفقت يوما والعالم الجميل الذي بنيته في خيالى وعشته وهما جميلا لايأتيه الباطل من بين يديه أو من فوقه أو من تحته
أفقت فوجدته سرابا كاذبا
وخيالا بعيدا
كان صرحا من خيال فهوى
وكان بيتا من رمال ابتلعته موجة واحدة من موجات البحر
وكان حلوى ذائبة مثل تلك التى نسميها ( حلاوة قطن) ذابت في فم صغير ولم يبق إلا 
طعمها وصورتها في الذاكرة
لا استطيع الكتابة الا رمزا للأسف
فما أقسي الحقيقة حين تجرح وتدمى وتفضح من نحبهم ومن أنفقنا العمر في تجميل صورتهم وعبادة أصنامهم وصنعها والترويج لها
ما أصعب أن يكون المرء مثل تلك المرأة الخرقاء بمكة التى كلما أحسنت غزلها نقضته من بعد احكام وقوة (التى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}
لم يكن غزلى عهدا 
ولكنه كان ظنا حسنا
وأمنيات ذرتها الرياح وبعثرتها كيفما أتفق
               كنت أصنع وهمى وأصدق ماصنعت وأعيش فيه
                فيأتى طفل صغير وبشكة دبوس صغيرة
           ينفجر منطاد الوهم وتسفر الحقيقة عن وجه قبيح عار
                     لامساحيق تجمله
           ولا مصابيح العالم كله بقادرة علي محو ظلمته
            ياصديقي فلتكن الحقيقة عارية
ولتكن الحقيقة جثة باردة
ولتكن الحقيقة لطمة علي الوجه
وبصقة علي الوجه
ولكنها لن تكون أبدا
في قبح الزيف
ولا فى وضاعة كاذب صغير أو كبير
ولا فى دناءةمن يبيعون الوهم والأكاذيب
ويسحقون القلوب بلا أدنى شعور بالذنب
ينامون علي عروش منهوبة
ويشربون بجماجم مثقوبة برصاص قناصتهم
ويأكلون لحم من صافحوه في الظهيرة مساء
ويفعلون كل قبيح سرأ
ويتجملون بكل جميل علناً
ليس بحثا عن الجمال
ولكن بحث الذئاب عن التستر خلف وجوه الحملان
قبل الهجوم علي القطعان
ومثل إختباء الثعلب وسط الدجاج قبل الإنقضاض عليه
هم ليسوا هم أبدا
بسماتهم مزيفة
كلماتهم منمقة مجوفة
عطورهم دماء
صلاتهم رياء
وصالهم خداع
خصامهم فجور
بيوتهم قبور
زهورهم مسروقة
صدقهم محال
وكذبهم كثير
وكرمهم ستار

نماذج  موجعة
 بيت الأخطبوط وبنات أفكاره
كانت بنت الجيران أو من في حكمهم تقريبا إن شئنا الدقة، تنحدر من أسرة فقيرة وليس لها حظ من مال أو علم
كان اعتماد الأسرة منذ أن فتحت عينها علي الغير

فالأب رحل باكرا وترك تركة ثقيلة وبيت صغير مكتظ في مدينة صغيرة
تولى الأقارب تحمل التركة
ونشأت صاحبتنا هناك في ذلك البيت الصغير المفتوح بالهبات
وعينها علي أمان مفقود وخزانة تنفتح فتخرجها من بيت العنكبوت أو فلنقل الأخطبوط إكراما للعنكبوت وتنزيها له عن التشبه بهن وقد سجل التاريخ له موقفه مع سيد البشرية ونبيها الكريم في الغار
فهن الي الأخطبوط أقرب منهن الي العنكبوت
كانت تلك بعض أحلامهن التى تقاسمنها في ليالي الشتاء الطويلة
التى مرت عليهن في بيت الأخطبوط
فالكبري استخدمت مهارات الأخطبوط و ظفرت برجل مال له حظ من المال ولاحظ من العلم له
ولكن أسمه الكبير الذي يرن كطبل بات نافذة انفتحت أمامهن ليصطدن بالأسم الكبير أسماكا أكبر كما فعلن حين اصطدن الأول بصيت يملكه أحد الأقارب
كن يملكن قدرة غريبة على أن يبدون كأميرات وهن بنات الحطاب
وكن يملكن قدرة غريبة علي الإحاطة بالصيد البرئ إحاطة السوار بالمعصم
وعزله عن محيطه الأسري والاجتماعى كما يفعل الأخطبوط بعد اختراق ذلك المحيط والتودد لمن فيه في المرحلة  الأولى وكسب ودهم وسحر البابهم الي حين
ومن ثم تبدا رحلة عزل الضحية عن محيطه
فلايعود الصيد يعرف أهلا سواهن ولا أصدقاء سواهن
ولايعطى أذنه وخزانته لغيرهن
وكلما كان مطيعا
كان حصاره يتم احكامه أكثر
وكان القضاء علي شبكة الأهل من طرفه واصدقائه غير المرغوب فيهم يزداد شراسة وضرواة
هكذا اختارت هى ضحيتها
وهكذا اشتغلن سويا عليه
حتى بات عجينة طيعة
وسجين مؤبد لافكاك منه لديهن
نما 
وزادت عزلته
وسكناه في بيت الأخطبوط
فبات كالمنبت لا أرضا قطع
ولاظهرا أبقي
(المنبت: هو الذي يواصل السير مواصلة مستمرة، ثم يكون من آثار مواصلته أنه يسير مثلا خمسة أيام ما أراح نفسه ولا أراح جمله. ففي هذه الخمسة قد يسير ويقطع، يقطع مسيرة خمسة عشر يومًا في خمسة أيام، ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في برية يعني صحراء، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله ولو بعد عشرين يومًا، ولا هو الذي قطع الأرض كلها، بل برك به بعيره في برية؛ وذلك لأنه كلف نفسه، وكلف بعيره فسار عليه حتى أهزله.
هذا يسمى المنبت؛ لا أرضا قطع لا قطع الأرض كلها التي هي مسيرة شهر، ولا أبقى ظهره؛ يعني: رفق بظهره أي: ببعيره الذي يركب على ظهره. تسمى الرواحل ظهرا. أما إذا سار برفق؛ فإنه يصل ولو بعد مدة طويلة.)
وان كان المنبت يصل في خاتمة المطاف، فان صاحبنا لايصل أبدا الي مكان
يظل ضرعا يدر اللبن علي بنات بيت الأخطبوط حتى يصيبه الهزال والضعف فيرمينه رمية الكلاب.



No comments:

Post a Comment

شكرا علي المشاركة والتواصل